الحلقة الأولى علال الفاسي 01
يأتي موضوع " منهج
الأعلام المسلمين في التربية والتعليم " ضمن سياق عام، نتناول من
خلاله الحقبة المضيئة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية في مختلف المجالات وعلى
عديد الميادين، وقد حظي مجال التربية والتعليم بدوره باهتمام المفكرين والفلاسفة
المسلمين والعرب، حيث كان لهم دور فعال في التنظير لهذا المجال على كافة مستوياته،
بل منهم من عمل في ميدان التعليم فاجتمعت له التجربة الميدانية بالبعد النظري فأبدع
إبداعا منقطع النظير. وعلى هذا الأساس تقرر أن نفرد لهذا المجال حيزا زمنيا
مهما نتناول من خلاله عبر حلقات أفكار واتجاهات
ومواقف عدد من المفكرين العرب والمسلمين في مجال التربية والتعليم .
اقتباس
" ... وإذا كان هذا في المشرق العربي، فما ظنك بالحالة في المغرب العربي، حيث تدرس اللغة
العربية بأساليب أبعد ما تكون عن المناهج الصحيحة، وعلى معلمين جلهم لم يستكمل من
الثقافة ما يؤهله لأداء الواجب والقيام بالمهمة التعليمية الملقاة على عاتقه...
" علال
الفاسي ، النقد الذاتي
1-
المولد والنشأة:
علال الفاسي سليل أسرة متشبعة بمبادئ العلم
والنضال، بعد ولادته سنة 1910 وبالضبط بعامين سقط الوطن في قبضة المحتل الفرنسي
والإسباني، عاش يتيم الأم منذ سن السابعة من عمره، تلقى مختلف العلوم في الفقه
والتجويد والنحو والأدب والعروض بالمدرسة الناصرية وهو لازال في ريعان الشباب،
ليلتحق بعد ذلك بجامعة القرويين وهو في سن الرابعة عشرة من العمر، وبها بزغ كشاعر
للشباب...
2- السيرة النضالية:
انخرط علال الفاسي في العمل
السياسي سنة 1926، ونتيجة نضاله السياسي المستمر اعتقل في فاتح يوليوز من سنة 1930ـ
بدعوى إثارة حمية الشارع ضد الحماية، ليوضع بعد ذلك تحت الحراسة بقرية بالأطلس
المتوسط ، غير أن ذلك
لم يمنعه من فتح قنوات تواصلية دائمة بينه وبين مختلف فئات الشعب للتوعية... هاجر
إلى إسبانيا وسويسرا حيث التقى بعدد من المناضلين العرب والمسلمين وعلى رأسهم شكيب
أرسلان.
اعتقل للمرة الثانية سنة 1937،
ونفي إلى الغابون بعد تأسيسه للحزب الوطني لتحقيق المطالب، ثم عاد إلى المغرب
ليكون من بين الموقعين على عريضة المطالبة بالاستقلال " 14 يناير 1944 "،
وليتبوء زعامة حزب الاستقلال على إثر ذلك. هاجر بعد ذلك إلى فرنسا سنة 1947 ليكسب
الدعم اللازم للقضية النضالية التي كرس حياته من أجلها، انتخب خلفا للرئيس بورقيبة
أمينا عاما للجنة تحرير المغرب العربي عام:1955، تقلد علال الفاسي منصب وزير
الدولة في الأوقاف والشؤون الإسلامية سنة 1962، وقد كثف رحلاته لمجموعة من الدول
العربية والإسلامية من أهمها: الجزائر والمملكة العربية السعودية وإيران وأبي ضبي
والكويت ورومانيا التي توفي بها يوم 13 ماي من سنة 1974.
3- الدعوات الإصلاحية:
3-1- الدعوة إلى تعليم الدين:
يدعو علال الفاسي إلى تعليم الدين كمادة
قائمة الذات، إذ يقول في هذا الصدد: " لا يمكن أن نتصور مدرسة مغربية لا تعنى
بتعليم الدين، فهو واجب وجوب اللغة والتاريخ والحساب وغيرها من المواد الأولية
التي لا يستغني عنها منهج من مناهج التعليم."
ويربط علال الفاسي دعوته هاته بأسباب عديدة من أهمها:
- التعليم الديني مسؤولية اجتماعية.
- السعي إلى إنتاج الفرد الديني طبيعيا.
- الإيمان بالتوجيه والتدريب.
- عجز الآباء على تقديم النموذج الديني الصحيح.
3-2- الدعوة إلى تدريس الإنسية:
والإنسية عند علال الفاسي, " ... أن يحقق
الإنسان داخله عن طريق إشعاع الجمال الاجتماعي غاية العالم وغايات الإنسان...
"
3-3- الدعوة إلى العناية باللغات الحية وتاريخ الحضارات.
3-4- الدعوة إلى تعريب التعليم في جميع مراحله.
ملحوظة: الإحالات المرجعية في نهاية الحلقات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق