التربية، البيداغوجيا، الديداكتيك ( المفاهيم والعلاقات )
تعريف التربية ـ البيداغوجيا ـ الديداكتيك* التربية L’éducationالتربية سيرورة تستهدف النمو والاكتمال التدريجيين لوظيفة أو مجموعة من الوظائف عن طريق الممارسة، وتنتج هذه السيرورة إما عن الفعل الممارس من طرف الأخر، وإما عن الفعل الذي يمارسه الشخص على ذاته .. وتفيد التربية بمعنى أكثر تحليلا : سلسلة من العمليات يدرب من خلالها الراشدون الصغار من نفس نوعهم ويسهلون لديهم نمو بعض الاتجاهات والعوائد (Lalande.A,1992). كما نجد أن التربية عند Legendre هي بمثابة عملية تنمية متكاملة ودينامية، تستهدف مجموع إمكانيات الفرد البشري الوجدانية والأخلاقية والعقلية والروحية والجسدية (Legendre R, 1988) أما Leang فيعتبرها نشاطا قصديا يهدف إلى تسهيل نمو الشخص الإنساني وإدماجه في الحياة والمجتمع . والتربية بالنسبة ل leif هي عبارة عن استعمال وسائل خاصة لتكوين وتنمية الطفل أو المراهق جسديا ووجدانيا وعقليا واجتماعيا وأخلاقيا من خلال استغلال إمكاناته وتوجيهها وتقويمها (Leif .J,1974) .. . أما بياجي Piaget فيقول : أن نربي معناه تكييف الطفل مع الوسط الاجتماعي للراشد، أي تحويل المكونات النفسية والبيولوجية للفرد وفق مجمل الحقائق المشتركة التي يعطيها الوعي الجمعي قيمة ما . وعليه ، فإن الحديث عن التربية يحكمه معطيان : الفرد وهو سيرورة النمو من جهة ،والقيم الاجتماعية والثقافية والأخلاقية التي على المربي إيصالها لهذا الفرد من جهة أخرى (Piaget J, 1969 ) وبالنسبة لبياجي، لايمكن أن نفهم التربية (وخصوصا الجديدة) من حيث طرقها وتطبيقاتها إلا إذا اعتنينا بالتحليل الدقيق لمبادئها، وفحص صلاحيتها السيكولوجية من خلال أربع نقاط على الأقل : مدلول الطفولة، بنية فكر الطفل، قوانين النمو، وآلية الحياة الاجتماعية للطفولة *البيداغوجيا La pédagogieغالبا ما يتم الخلط أو عدم التمييز بين مفهوم التربية ومفهوم البيداغوجيا في استعمالاتنا الترمونولوجية المتداولة، ولملامسة الفرق الدلالي بينهما، إليكم بعض التعاريف لمفهوم البيداغوجيا : يعتبر Harion البيداغوجيا علما للتربية سواء كانت جسدية أو عقلية أو أخلاقية، ويرى أن عليها أن تستفيد من معطيات حقول معرفية أخرى تهتم بالطفل (Lalande R, 197) ،أما Foulquié فيرى أن البيداغوجيا أو علم التربية ذات بعد نظري وتهدف إلى تحقيق تراكم معرفي ، أي تجميع الحقائق حول المناهج والتقنيات والظواهر التربوية ؛ أما التربية فتتحدد على المستوى التطبيقي لأنها تهتم ، قبل كل شيء ، بالنشاط العملي الذي يهدف إلى تنشئة الأطفال وتكوينهم (الدريج، 1990) ومفهوم البيداغوجيا، يشير غالبا إلى معنيين : تستعمل للدلالة على الحقل المعرفي الذي يهتم بالممارسة التربوية في أبعادها المتنوعة .. وبهذا المعنى نتحدث عن البيداغوجيا النظرية أو البيداغوجيا التطبيقية أو البيداغوجيا التجريبية .. وتستعمل للإشارة إلى توجه orientation أو إلى نظرية بذاتها، تهتم بالتربية من الناحية المعيارية normative ومن الناحية التطبيقية، وذلك باقتراح تقنيات وطرق للعمل التربوي، وبهذا المعنى نستعمل المفاهيم التالية : البيداغوجيا المؤسساتية، البيداغوجيا اللاتوجيهية (في طرق وتقنيات التعليم ، 1992.) ويمكننا أن نضيف كذالك، للتميز بين التربية والبيداغوجيا، أن البيداغوجيا حسب اغلب تعريفاتها بحث نظري، أما التربية فهي ممارسة وتطبيق *الديداكتيك La didactiqueالديداكتيك هي شق من البيداغوجيا موضوعه التدريس (1972Lalande .A,) وأنها كذلك نهج ، أو بمعنى أدق أسلوب معين لتحليل الظواهر التعليمية (Lacombe .D.1968) أما بالنسبة ل B.JASMIN فهي بالأساس تفكير في المادة الدراسية بغية تدريسها ، فهي تواجه نوعين من المشكلات : مشكلات تتعلق بالمادة الدراسي وبنيتها ومنطقها .. ومشاكل ترتبط بالفرد في وضعية التعلم، وهي مشاكل منطقية وسيكولوجية .. (JASMIN.B1973 ) ويمكن تعريف (الديداكتيك أيضا حسب ( REUCHLIN ) : بأنها مجموع الطرائق والتقنيات والوسائل التي تساعد على تدريس مادة معينة ( Reuchlin.M.1974 ) ويجب التمييز في تعريفنا للديداكتيك، حسب .Legendre بين ثلاث مستويات : -الديداكتيك العامة : وهي التي تسعى إلى تطبيق مبادئها وخلاصة نتائجها على مجموع المواد التعليمية وتنقسم إلى قسمين : القسم الأول يهتم بالوضعية البيداغوجية، حيت تقدم المعطيات القاعدية التي تعتبر أساسية لتخطيط كل موضوع وكل وسيلة تعليمية لمجموع التلاميذ؛ والقسم الثاني يهتم بالديداكتيك التي تدرس القوانين العامة للتدريس، بغض النظر عن محتوى مختلف مواد التدريس - الديداكتيك الخاصة : وهي التي تهتم بتخطيط عملية التدريس أو التعلم لمادة دراسية معينة - الديداكتيك الأساسية dactique.Fondamentale ) : ( Diوهي : جزء من الديداكتيك ، يتضمن مجموع النقط النظرية والأسس العامة التي تتعلق بتخطيط الوضعيات البيداغوجية دون أي اعتبار ضروري أو هام لممارسات تطبيقية خاصة ـ وتقابلها عبارة ( الديداكتيك النظرية ) (Legendre.R.1988) الديداكتيكا لفظ قديم أصله من الكلمة اليونانية Didaktikos،وتعني كل ما يختص بالتدريس أو التعليم ظهر مصطلح الديداكتيك didactique La في النصف الثاني من القرن العشرين ، ومن خلال التعاريف التي وضعت له في القواميس كان معناه : فن التدريس أو فن التعليم. ومنذ ذلك الوقت أصبح مصطلح الديداكتيك مرتبطا بالتعليم، دون تحديد دقيق لوظيفته (أحمد أوزي/المعجم الموسوعي لعلوم التربية. الرباط. مجلة علوم التربية. 2006. ص140) وفي سنة 1988 اعتبره لالاند A.Laland فرعا من فروع البيداغوجيا موضوعه التدريس (عبد اللطيف الفارابي وآخرون/معجم علوم التربية،ـمصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك. سلسلة علوم التربية.عدد 9 و10. مطبعة النجاح الجديدة. (طبعة1994.ص68) وعلى العموم يعرف الباحثون الديداكتيك بأنه "إستراتيجية تعليمية، تواجه مشكلات كثيرة: مشكلات المتعلم، مشكلات المادة، أو المواد وبنيتها المعرفية، مشكلات الطرائق، ومشكلات الوضعيات التعليمية التعلمية" (محمد مكسي/الدليل البيداغوجي ـ مفاهيم مقاربات. منشورات صدى التضامن. ط 2003. ص35) |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق